المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة

رسالة من الأمين – يناير/كانون الثاني 2025

 

مع بداية عام 2025، يسعدني أن أتأمل في الإنجازات والتحديات المسجلة خلال العام الماضي، وأن أشارككم آمالي بالنسبة للعام القادم، مشيرًا على وجه الخصوص إلى الإنجاز الهام في تاريخ المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة. ففي عام 2024، احتفلنا بالذكرى العشرين لدخول المعاهدة حيز النفاذ - عقدين من الجهود الجماعية لصون البذور وغيرها من المواد الحيوية الأخرى التي تغذي العالم وتقاسمها وحمايتها. خلال تلك الفترة، تحولت المعاهدة من مجرد بذرة نص بسيط إلى كيان عالمي ديناميكي وعملي وفعال، يُعترف به على نطاق واسع باعتباره المنتدى العالمي المفضل لجميع المسائل المتعلقة بالموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة. وبفضل الجهود الجماعية لأطرافنا المتعاقدة وأصحاب المصلحة الآخرين، استمرت المعاهدة الدولية في الازدهار في دورها كمنتدى حوكمة عالمي في سياق النباتات التي تغذي العالم.

وتجدر الإشارة إلى أن الشراكات مع أصحاب المصلحة عبر الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص قد تطورت، و يشجعني الاعتراف المتزايد بالمعاهدة كأداة رئيسية في بناء نظم غذائية مرنة ومستدامة وعادلة.

لقد أصبحت معاهدة  النباتات راسخة الآن كمنبر للبلدان للعمل معاً  من أجل ضمان توافر الموارد الوراثية النباتية للأجيال  الحالية والقادمة. ومن خلال الشراكات والتقاسم العادل للمنافع، أحرزنا تقدماً هائلاً في المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي العالمي، وبناء القدرة على الصمود أمام تغير المناخ، وتعزيز التنوع البيولوجي الزراعي، وتمكين المزارعين والمجتمعات المحلية في جميع أنحاء العالم.

وتتمتع المعاهدة بأكبر آلية تبادل عالمية للموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة في شكل نظام متعدد الأطراف للحصول على الموارد وتقاسم منافعها، وقد أصبح أيضًا نموذجًا يحتذي به الآخرون؛ ونظام معلومات عالمي يربط بين قواعد بيانات الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة الأخرى لتوفير البيانات الأساسية للباحثين ومربي النباتات في مختلف أنحاء العالم؛ وكيان رائد لتقديم الارشاد في مجال إعمال حقوق المزارعين في مختلف أنحاء العالم؛ وصندوق لتقاسم المنافع  يواصل النوم ودعم إدارة الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة في البلدان النامية وبناء روابط بين النظم والمجتمعات المحلية والعالمية؛ ومجتمع عالمي داعم لجميع المسائل المتعلقة بصون الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة واستخدامها المستدام. فلا عجب أن تعتبر المعاهدة الدولية واحدة من أهم عشرة  إنجازات حققتها منظمة الأغذية والزراعة خلال ثمانين عامًا منذ تأسيس المنظمة.

واستشرافاً للمستقبل، فإننا متحمسون للدورة الحادية عشرة القادمة للجهاز الرئاسي، والتي ستعقد في نوفمبر/تشرين الثاني 2025 في ليما، بيرو. وستكون هذه الدورة تاريخية وذات أهمية كبيرة، لأنها ستحدد الاتجاه المستقبلي للمعاهدة، بما في ذلك الاستمرار في تعزيز النظام المتعدد الأطراف، وتنفيذ استراتيجية التمويل، والمزيد من التوافق مع الأطر العالمية مثل إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي.

كما ستكون المرة الأولى التي يجتمع فيها الجهاز الرئاسي في أمريكا اللاتينية، والمرة الأولى التي يشترك في استصافته طرفان متعاقدان هما بيرو وسويسرا. وأود مرة أخرى أن أعرب عن خالص امتناني وتقديري لحكومتي بيرو وسويسرا على روح التعاون التي أصبحت السمة المميزة لمجتمع المعاهدة.

وستوفر الدورة الحادية عشرة للجهاز الرئاسي فرصة محورية للاستفادة من إنجازاتنا على مدى العقدين الماضيين ورسم المسار للمرحلة القادمة من عملنا، مما يزيد من تعزيز التزامنا الجماعي بصون الموارد الوراثية النباتية واستخدامها المستدام لصالح الجميع. عندما نجتمع في ليما في وقت لاحق من هذا العام، سوف تتاح لنا فرصة فريدة لإبراز القيادة الجريئة والطموح الجماعي بغية ضمان استمرار المعاهدة في الوفاء بولايتها. وسوف تحدد الاختيارات التي نتخذها مدى فعالية دعمنا للمزارعين والباحثين وجميع أصحاب المصلحة الذين يعتمدون على التنوع الوراثي النباتي الغني في العالم لمواجهة التحديين المزدوجين المتمثلين في الجوع والتغير البيئي.

وبينما نبدأ المرحلة التالية من حياة المعاهدة، فإنني أشجع جميع الأطراف المتعاقدة وأصحاب المصلحة على مواصلة العمل معًا، مسترشدين بروح التعاون والتضامن التي ميزت تقدمنا. وبالعمل معًا، يمكننا الاعتماد على التقدم الذي أحرزناه خلال الأعوام العشرين الماضية، ومواصبة العمل لحقيق الهدف العالمي المتمثل في تأمين مستقبل مستدام وآمن غذائيًا للجميع.

@PlantTreaty

#ItAllStartsWithTheSeed

شارك بهذه الصفحة